كان الأمر أشبه باللعب في الوحل تحت المطر، ملوّث ونقي، والأهم، ممتع. تصرخ أمي بالخروج منه خوفًا مما قد يصيبني، ويدعوني الصحب بكل حماسة إليه فقد جربوه ولم يندموا، أم ندموا؟
قطرات المطر الكبيرة كانت باردة، أتذكّر كيف كان غيثًا مثلّجًا..
والوحل، ااه يالوحل، كان دافئا رطبًا سلسًا، يعجبني كيف كان يغير من شكلي ويجعلني كل شيء آخر ما عداي.
التجربة الأولى، المغامرة الأولى، التمرّد الأول..
ممتنة للجنون مولّد الذكرى، وألعن الذكرى الصامدة رغم ظرف الزمان المحتّم.
ليلة الوحل الأولى كان يجب أن أستأذن فيها من والدتي، لكنّي لم أفعل، تمرّدت.
اليوم لا يجب أن أفعل، ومع ذلك سألت وطلبت، خضعت.