تعال اقترب منّي واسمع، فأنا لستُ التي تموت ورسالتها يحتضنها دفترٌ أغبر في آخر رفٍ من المكتبة.
اقترب منّي واعلم، أنك يا صديقي تحت وقعِ قلمي لا تعادل ما تحملهُ من حضورٍ في قلبي.
ليست رسالة شكرٌ أو رجاء، فلا أُحب أن أسمّي رسائلي عادةً، فخذ منها ما تأخذ، المهم أن تأخذ، فيكفيني والله قدر ما عطيت، يكفيني والله حجم كفك و حجم خطوتك عند الطلب..
لستَ من دَمِي لأنتمي لك مُجبرًا، ولستَ من عاطفتي لأميلَ لكَ خاضعًا..أنت ضيفٌ لروحي، فاستقريتُ فيك متنعّمًا.
تعرِف..؟ في كل مرة نتحدث، أنا أعلم جيّدًا أنني لن أخسرك يومًا، لا لشيء، فقط لأن لا شيء غير السلام يحلّ في بُقعتنا، فلا للحروب ولا للهزيمة ولا حتى للتنافس حيّز..
كلُّ حيّزٍ من الفراغ ملأتهُ أنتَ إنصاتًا تفهُمًا إرشادًا وحبًا..
اقترب منّي صديقي واعرف كم..
أُقدرّك في كل مرة نحلمُ بها سويًّا، فنضحك، ثم تُردف قائلًا “لا مُستحيل” ..
كم أحترمك في كل مرة أُغضبك وبسرعة أتراجع فترُد : “ما بيننا” ..
وكم أشعر بالأمان في كل مرة تكون الراكن عند بابي وقت خضوعي لدمعي فتمسحُ على كتفي و رأسي : “سهالات”
وكم أُحبّك بقدر ما تريد لي كل النجاح والتيسير بلا مُقابل!
كيف لي أن أصف جمالية علاقتي بك؟
كيف أُخبر العالم أننا لا نملك لبعضنا شيئًا غير رغبتك لرؤيتي سعيدة و تأكدك أني أتجه للسعادة ولا شيء غير السعادة..
لا توقعات لا مطالب لا ديون..
دفعي للسعادة، بحضورك أو حديثك أو حتى نصائحك..
هدفٌ نبيلٌ واحدٌ سامي..
اقترب يا صديقي واسمعني جيّدًا،
إن كانت الحياة قاسية كما يقول الجميع، فمتأكدة أنهم لم يعوا بعد معنى الصداقة، والسلام.